فندق صوفر الكبير
فندق صوفر الكبير هو فندق تاريخي
يعد أول كازينو في الشرق الآوسط
ارتبط اسم صوفر في مخيلة السائح العربي قبل عقود مضت بـ”فندق صوفر الكبير”، الذي اطلق عليه أمين الريحاني لقب “القصر المنيف”.
بدأت ورشة إعمار فندق صوفر عام 1885 ويملكه إبراهيم سرسق الذي اختار تصميمه على الطراز الإيطالي.
جمع الفندق مشاهير العرب والأجانب
ليستقبل أول نزلائه مطلع القرن العشرين. كان الدخول اليه ممنوعاً الا بالثياب الرسمية، وشغله أشهر السياسيين اللبنانيين، ومنهم إميل إده وبشارة الخوري وفيليب تقلا وكميل شمعون وبهيج تقي الدين وغيرهم، إضافة إلى العاهل الأردني الملك حسين والزعيم المصري سعد زغلول والعديد من الأمراء والفنانين العرب.
وللمرة الأولة منذ الحرب الأهلية (1975-1990)
فتح الفندق أبوابه أمام الزائرين لفترة وجيزة، لاكتشاف فصول من الذاكرة التي ما زالت محفورة في جدرانه.
ويطّلع الجمهور على ستين لوحة اتخذت مكانها على الجدران العتيقة، وبينها رسوم للممثل المصري عمر الشريف والموسيقار محمد عبد الوهاب والأديب اللبناني أمين الريحاني، وجمعيهم كانوا نزلاء الفندق خلال النصف الأول من القرن الماضي.
فعلى مساحة شاسعة بُني الفندق الذي تحيطه حديقة واسعة للغاية، وقبالته يقع وادي “لامارتين” الذي ورد اسمه في كتابات الأدباء الفرنسيين.
الفندق مؤلف من خمس طبقات فارهة
والطبقة الأخيرة مخصصة للغرف المَلَكية. أما الطبقات الأربع الأخرى، فتضم حوالى 100 غرفة بمساحات متنوعة،
تميزّها المحفورات في أسقفها وجدرانها، كذلك المنحوتات والتماثيل التي تزيّن بهو الفندق والممرات بين الغرف. فكان الفندق هذا هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، مما زاد صوفر شهرة، وفتح أمامها نافذة واسعة لإطلالة جميلة ومميزة على الصحف المحلية والعربية والعالمية، ومؤلفات أدباء ورحاّلة كبار
خصوصاً أمين الريحاني صاحب كتاب قلب لبنان
الذي ضمّنه فصلاً بعنوان “القصر المنيف”، وجاء فيه: “إنها صوفر. المحجة القصوى، مصيف أعيان بيروت، صوفر الشامخة الشيّقة ذات القصور المنيفة، زهرةُ الاصطياف في لبنان، فيها فندقُ صوفر الكبير وداخله الكازينو مفخرةُ أعيان بيروت. وما كان يومئذٍ في لبنان غيرُ كازينو صوفر، ولا في بلدات الاصطياف في لبنان أكبرُ منه وأفخم.
إنه القصر المنيف
روضتُه زاهرة، في وسَطها القصرُ وحوله مقاعدُ منتثرةٌ بين الأشجار السامقة يتوزع تحتها النزلاءُ إلى موائدَ مدوَّرةٍ بين الأشجار يشربون القهوة أو الشاي، وفي البهو الكبير موائد زُرقٌ جلس إليها لاعبو الپوكر بِسكونٍ ووقار وشيء بين الاثنين لا أدري ما أُسَمَيه. وفي هذا النّزل حضرتُ حفلةً راقصة لراقصين في ثيابهم الرسمية، وراقصاتٍ في أزياء پاريسية وفساتينَ مقوّرةِ الصدر (“ديكولتيه”)، وبقيَت لي من ذكريات ذاك القصر المنيف إحدى طيّبات الحياة”.
سجل أمين الريحاني
وشهد بالعين المجردة، مجد صوفر وقصرها المنيف يحضن أول كازينو في الشرق الأوسط، والذي جمع مشاهير اللبنانيين والعرب والأجانب منذ مطلع القرن العشرين، ومنهم ألفرد نقاش، إميل إده، بشارة الخوري، فيليب تقلا، كميل شمعون، بهيج تقي الدين، رشيد كرامي ومجيد إرسلان. ومن الرؤساء والملوك العرب، العاهل الأردني الراحل الملك حسين، الرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي، والزعيم المصري سعد زغلول، وعدد من أمراء الخليج وسفرائه
فيه أُقيمت حفلات موسيقية لا تنسى
أحيتها أشهر الفرق الأوروبية من إيطاليا وإسبانيا والمكسيك، كما استضاف بعض أشهر المطربين العرب: كوكب الشرق أم كلثوم، موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، أمير العود فريد الأطرش وشقيقته الأميرة أسمهان، ونجمة السينما ليلى مراد
0 تعليق