من هو الشهاب العابر
نسبه :
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور , الشيخ الإمام شهاب الدين المقدسي النابلسي الحنبلي.
أبو العباس ابن الشيخ جمال الدين ووالده ممن ترجم لهم ابن رجب في “الذيل” .
مولده :
ولد بنابلس سنة ثمان وعشرين وستمائة قال ابن رجب : ليلة الثلاثاء ثالث عشر شهر شعبان .
من شيوخه
رحل رحمه الله إلى مصر , ودمشق , والاسكندرية , ومن شيوخه :
- عمه التقي يوسف (تقي الدين) , سمع منه بنابلس سنة ست وثلاثين .
- الصاحب محيي الدين ابن الجوزي , سمع منه بنابلس .
- ابن رواج , سمع منه بمصر .
- الساوي , سمع منه بمصر .
- ابن الجميزي , سمع منه بمصر
- سبط السلفي , سمع منه بالاسكندرية .
- سليمان الأسعري , حضر عليه في الرابعة .
- القوصي , قرأ عليه بنفسه .
- محمود بن منده , وأجاز له .
- محمد بن عبد الواحد المديني , زأجاز له .
- السهروردي , و أجاز له .
- ابن روزبة , وأجاز له .
من تلاميذه :
قال ابن رجب : ” سمع له خلق من الحفاظ وغيرهم”
ونذكر منهم :
- الحافظ الذهبي .
- الحافظ المزي .
- الحافظ البرزالي .
- الحافظ ابن القيم .
وقد ذكر الصفدي
أن علم الدين البرزالي قد قرأ عليه كتابه : ” البدر المنير ” , وأن ابن القيم قرأ عليه أجزاء منه .
قال ابن رجب : ” وحدثنا عنه غير واحد ”
وذكر الصفدي كلام العلماء عنه ممن عاصره كابن القيم , وشيخه ابن تيمية , والذهبي , وابن سيد الناس الحافظ , وبهاء الدين أبو بكر بن غانم موقع صفد , والحافظ علاء الدين مغلطاي شيخ الحديث .
من ثناء العلماء عليه , وأقوالهم فيه :
- ابن القيم : قال رحمه الله في “الهدي” : ||وأنبأني أبو العباس أحمد بن عبد الرحيم ابن عبد المنعم بن نعمة بن سرور المقدسي المعروف بالشهاب العابر|| .
ثم ذكر له رؤى عبرها , وبين وجه عبارته لها , ثم قال : ||وهذه كانت حال شيخنا هذا , ورسوخه في علم التعبير , وسمعت عليه عدة أجزاء , ولم يتفق لي قراءة هذا العلم عليه , لصغر السن , واخترام المنية له , رحمه الله تعالى|| . - ابن كثير : قال رحمه الله : ||الشهاب العابر … عابر الرؤيا , سمع الكثير , وروى الحديث , وكان عجباً في تفسير المنامات , وله فيه اليد الطولى , وله تصنيف فيه . ليس كالذي يؤثر في عنه من الغرائب , والعجائب|| .
- ابن عروة الحنبلي : قال رحمه الله لما أورد كتاب الشهاب الشهاب العابر بكماله وشرحه في كتابه الكبير : “الكوكب الدراري” ||قال الشيخ الإمام, العالم, العامل, الصدر, الكبير, الكامل, الفاضل, البارع, الحافظ, المتقن, حجة المحققين, ولسان المتكلمين, قدوة السالكين, بقية السلف الصالح …|| .
- ابن رجب الحنبلي :
قال رحمه الله ” || العابد الفقيه المحدث || .
وقال : || تفقه في المذاهب, وبرع في معرفة تعبير الرؤيا, وانفرد بذلك بحيث لم يشارك فيه, ولم يدرك شأوه . وكان الناس يتحيرون منه إذا عبر الرؤيا, لما يخبر الرائي بأمور جرت له, وربما أخبره باسمه وبلده ومنزله, ويكون من بلد ناء. وله في ذلك حكايات كثيرة غربة مشهورة, وهي من أعجب العجب. وكان جماعة من العلماء يقولون : إن له رئياً من الجن . وكان – مع ذلك – كثير العبادة, والأوراد والصلاة . لكن يقال : أنه كان يتعبد على وجوه غير مشروعة , كالصلاة في وقت النهي . وذكر عنه بعض أقاربه أنه رأى عنده شيئاً من آثار الجن|| .
ثم ذكر رحمه الله كلاماً نقله القرافي المالكي صاحب “القواعد” ومما فيه : || وقد رأيت من له قوة نفس مع القواعد . فكان يتحدث بالعجائب والغرائب في المنام اللطيف, ويخرج منه الأشياء الكثيرة, والأحوال المتباينة, ويخبر فيه عن الماضيات والحاضرات والستقبلات. وينتهي في المنام اليسير إلى نحو مائة من الأحكام بالعجائب والغرائب, حتى يقول من لا يعلم أحوال قوى النفوس: إن هذا من الجان والمكاشفات, وليس كما قال. بل هو قوة نفس, تجد بسببها تلك الأحوال عند توجهه للمنام. ورأيت أنا جماعة من هذا النوع واختبرتهم انتهى كلامه || . قال ابن رجب || وأظنه يشير إلى الشيخ شهاب الدين المذكور, فإنه كان معاصره. وله مصنف هذا العلم || .
وقال : || قال الذهبي : كان إماماً فاضلاً . وله مصنف نفيس في الأحكام . وأقام مدة بالقاهرة, ومدة بدمشق. وبها مات. وولي بها مدة شهور مشيخة دار الحديث الأشرفية بسفح قاسيون , وأسمع بها الحديث, ثم صرف عنها . وذكر مدة لقضاء الحنابلة. وحدث بدمشق ومصر وغيرها || .
وقال || وسمع منه خلق من الحفاظ وغيرهم, كالمزي, والبرزالي, والذهبي, وشيخنا ابن القيم. وحدثنا عنه غير واحد || . - صلاح الدين الصفدي :
قال رحمه الله : || شهاب الدين العابر الحنبلي … معبر المنامات || .
وقال : || روى الكثير بدمشق والقاهرة , وكان إليه المنتهى في تعبير الرؤيا . واشتهر عنه في ذلك عجائب. ويخبر صاحب الرؤيا بالمغيبات التي لا يقتضيها المنام أصلاً . وكان بعض الناس يعتقدون فيه الكشف والكرامات. وبعضهم يقول : ذلك مستنبط من المنامات. وبعضهم يقول: كهانات وإلهامات. ولكل منهم في دعواه شبهة وعلامة ||.
وقال : || قال الشيخ شمس الدين. حدثني الشيخ تقي الدين بن التيمية أن الشهاب العابر كان رئي عن الجن يخبره بالمغيبات, والرجل صاحب أوراد وصلاة ومقامات, وما برح على ذلك حتى مات|| .
ثم ذكر الصفدي كلام ابن القيم فقال : || قال الشيخ شمس الدين: وسمعنا منه أجزاء, وكان عارفاً بالمذاهب, وولي التدريس بالجوزية لما قدم علينا, ونزل بها. وكان شيخاً حسن البشر, وافر الحرمة, معظماً في النفوس. أقام بمصر مدة, وقام له بها سوق, وارتبط عليه بها جماعة, ثم رسم بتحويله من القاهرة. وتوفي بدمشق سنة سبع وتسعين وست مائة وحضر جنازته ملك الأمراء والقضاة والأكابر || .
قال الصفدي : || وكان قد ارتبط عليه بالقاهرة من الأمراء أمير يعرف بالطبرس, وهو الذي عمر المجنونة التي على الخليج ظاهر القاهرة, ولهذا الشيخ عمرها || .
قال : || وأخبرني الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس قال : كنت عنده يوماً فجاء إليه إنسان وقال له : رأيت كأني صرت أترجة, قال: أترجة ا ت ر ج ة , وعدها على أصابعه خمسة أحرف, أنت تموت بعد خمسة أيام, فقال لي بعض من حضر – ذكره ولكن أنسيته أنا – : القاعدة عند أرباب التعبير أنه من رأى أنه صار ثمرة تؤكل فإنه يموت وهذه زيادة من عنده يعني عد حروف الأترجة ||.
قال : || وحكى لي عنه بهاء الدين أبو بكر ابن غانم موقع صفد قال : كنّا عنده بدمشق وجاء إليه اثنان فقال له أحدهما : رأيت رؤيا وقصّها فقال له : ما رأيت شيئاً وإنما تريد الامتحان ، فخرجا بعدما اعترفا ؛ فقلنا له : من أين لك هذا ؟ قال : لما تكلما نظرت في ذيل أحدهما نقطة دم فذكرتُ الآية وهي قوله تعالى : (( وَجَآءُو عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ )) فاتفق أن رأيت احدهما فيما بعد فسألته عن القضية فقال : لما اجتزنا عليه ذكرنا أمره الغريب وقلنا نمتحنه وصنّفنا رؤيا للوقت فكان ماسمعت ، فقلت : إنه قال كذا وكذا ، فقال : صدق ، ونحن داخلون إليه كان إنسان في الطريق يذبح فروجاً فرمى به فلوَّثنا به بالدم . وحكى لي أيضاً قال : جاء إليه إنسان وقال له : رأيت كأنَّ في داري شجرة يقطين قد نبتت ، فقال له : أعندك جارية غير الزوجة ؟ قال: نعم ، قال : بعني إياها ، فقال : ماهذا ؟ قال : الذي تسمعه . فقال : إنها ملكُ زوجتي ، فقال : قل لها تبيعني إياها ، فراح وعاد فقال : إنها لم تبعها ، فقال : قل لها بكسب مائتي درهم ، فعاد وقال : لم تبعها ، فألح عليه ؛ فقال : إنها لم تبعها ، فقال : أما الآن فقد آن تعبير رؤياك ، امضِ إلى هذه الجارية واعتبرها ، فتوجه وعاد وقال : إنه كان عبداً وزوجتي تكتمني أمره وتلبسه لباس النساء )) . قال : وأخبرني غيره عنه قال : جاء إليه إنسان وقال له : رأيت كأني قد وضعت رجلي على رأسي ، فقال له : أُفَسّر لك هذه الرؤيا بيني وبينك أو في الظاهر ؟ ، فقال : بل في الظاهر ، فقال له : أنت كنت من ليالٍ تشرب الخمر وسكرت ووطئت أمك ، فاستحيا ومضى )) . قال : ( وأخبرني عنه الشيخ الحافظ علاء الدين مغلطاي شيخ الحديث بظاهرية بين القصرين بالقاهرة قال : جاء إليه إنسان وقال له : رأيت قائلاً يقول لي اشرب شراب الهكاري ، فقال له : فؤادك يوجعك ؛ قال : نعم . قال : اشرب العسل تبرأ ؛ فسئل : من أين لك هذا ؟ قال : سمعتهم يقولون : شراب الديناري ولم أسمع بالهكاري فرجعت إلى الحروف فوجدته شراب الهك أري والأري هو العسل وذكرت الحديث قوله عليه السلام : كذب بطن أخيك اسقه العسل )) . وفاته : توفي رحمة الله يوم الأحد ، تاسع وعشرين ذي القعدة سنة سبع وتسعين وستمائة ( 697 ه) بدمشق قال ابن رجب : (( ودفن من يومه بمقابر باب الصغير بتربة ابن أبي الطيب . وكانت جنازته حافلة . وخرج نائب السلطنة للصلاة عليه والقضاة والأكابر . رحمة الله تعالى . وقال ابن القيم : (( وحضر جنازته ملك الأمراء والقضاة والاكابر )) . وقال ابن كثير : (( وكانت جنازته حافلة رحمة الله ))
0 تعليق